حنين الذكريات
من واحات الشوق لمن يهمة الآمر
عندما تترقرق الدموع في مقلة الزمن المخضبة بالشفق وتنتحل الشمس صفات الرحيل الآتي دون عودة .....وتغتسل السماء في متاهات العشق الخيالي ونبتعد عن ذاك سنقول وداعا .. وستفترق أيدينا الى الأبد ....
ونبتعد كأول مرة التقينا فيها .. ونترك مآقينا تغادر الشطآن لنعود كما بدأنا غرباء ... غرباء ...
نعم كم هي صعبة لحظات الفراق عندما تنتهي الكلمات وتكتفي
الدموع والآنات بالتعبير..
الحياة لقاء وفراق .. ذكرى ونسيان .. فاذا دقت أجراس الوداع لا تقولوا أبدا ألى اللقاء ..ولكن لماذا ؟؟؟؟؟؟
لأن الحياة نهر يجري ويجرفنا بتياره فلنسوق مركبنا الى شاطئ الذكرى .. فالصداقة والمحبة ... ليست كتابة تكتب ولا حبرا على ورق
.. وليست بالكذب والخداع .. أنما هي كتابة حفرت ونحتت في أعماق القلوب البعيدة عن هبوب الرياح والعواصف القاسية الجارفة ...
فالصداقة والمحبة كالكائن الحي ، تحتاج دوما الى غذاء وري ، فلا تسلم صداقتك للفتور أو الشك ، وتعهدها دائما كما يتعهد البستاني الشاطر الحاذق زهور الحديقة وثمارها ، اسقها بالكلمة الطيبة والبسمة الحانية وبالنظرة الصافية وبالمجاملة الصادقة اللطيفة ،، وبالمشاركة النبيلة والثقة الوطيدة ..فالأنسان المخلص هو الذي يستطيع أن يبعد هذه الكتابة التي حفرت في قلبه عن مهب الريح يحفظها حتى لا تمحى مع مرور الزمن وغدره الدائم ....
فاذا كنت أو شئت أن تكون صديقا ، وتنعم بالأصدقاء فأدرك معنى وحقيقة الصداقة الحقة جيدا ، وهيئ نفسك لحمل تبعاتها النبيلة وضع نفسك في المكان الذي تتطلبه الصداقة الحقيقية ..
أعتبر الصداقة الشاطئ الأمين الذي يرسو عليه سقف المحبة.. وهي الأطار الثمين الذي يجمع الأمية .. فالحياة وردة .. والذكرى عطرها وشذاها وأجمل ما في الورود عطرها وأجمل ما في الحياة الذكرى والصداقة