free counters

الاثنين، 13 يونيو 2011

قصائد روعة

من أجمل ما قرات لك

(للشاعرالوطني الأصيل/ أحمد مطر)
أَعِـدْ قَـدَمـي ..
لِكَـيْ أمشـي إلَيـكَ مُعَـزّياً فينـا
فَحالـي صارَ مِن حالِكْ .
أعِـدْ كَفّـي ..
لكـي أُلقـي أزاهيـري
علـى أزهـارِ آمالِكْ .
أعِـدْ قَلبـي ..
لأقطِـفَ وَردَ جَـذوَتِهِ
وَأُوقِـدَ شَمعَـةً فـي صُبحِـكَ الحالِكْ !
أَعِـدْ شَـفَتي ..
لَعَـلَّ الهَـولَ يُسـعِفُني
بأن أُعطيكَ تصـويراً لأهـوالِكْ .
أَعِـدْ عَيْـني ..
لِكي أبكـي على أرواحِ أطفـالِكْ .
أتَعْجَـبُ أنّنـي أبكـي ؟!
نَعَـمْ .. أبكـي
لأنّـي لَم أكُـن يَـومـاً
غَليـظَ القلبِ فَـظّاً مِثـلَ أمثـالِكْ !
***
لَئِـن نَـزَلَتْ عَلَيْـكَ اليـومَ صاعِقَـةٌ
فَقـد عاشتْ جَميـعُ الأرضِ أعوامـاً
وَمـازالـتْ
وَقـد تَبقـى
على أشفارِ زِلزالِكْ !
وَكفُّـكَ أضْـرَمَتْ فـي قَلبِهـا نـاراً
وَلم تَشْـعُرْ بِهـا إلاّ
وَقَـد نَشِـبَتْ بأذيالِكْ !
وَلم تَفعَـلْ
سِـوى أن تَقلِبَ الدُّنيـا على عَقِـبٍ
وَتُعْقِـبَهـا بتعديـلٍ على رَدّاتِ افعـالِكْ !
وَقَـد آلَيْـتَ أن تَـرمـي
بِنَظـرةِ رَيْبِـكَ الدُّنيـا
ولم تَنظُـرْ، ولو عَرَضَـاً، إلى آلِـكْ !
أَتَعـرِفُ رَقْـمَ سِـروالٍ
على آلافِ أميـالٍ
وَتَجهَلُ أرْقَـماً في طـيِّ سِـروالِكْ ؟!
أرى عَيْنَيكَ في حَـوَلٍ ..
فَـذلِكَ لـو رمـى هـذا
تَرى هـذا وتَعْجَبُ لاسـتغاثَتـهِ
ولكنْ لا تـرى ما قـد جَنـى ذلِـكْ !
ارى كَفَّيْـكَ في جَـدَلٍ ..
فواحِـدَةٌ تَـزُفُّ الشَّمـسَ غائِبَـةً
إلـى الأعمـى !
وواحِـدَةٌ تُغَطِّـي الشَّمـسَ طالِعةً بِغِـربالِكْ !
وَمـا في الأمـرِ أُحجِيَـةٌ
وَلكِنَّ العَجائِبَ كُلَّهـا مِن صُنْـعِ مِكيـالِكْ !
***
بِفَضْـلِكَ أسـفَرَ الإرهـابُ
نَسّـاجاً بِمِنـوالِكْ
وَمُعتاشـاً بأمـوالِكْ
وَمَحْمِيّـاً بأبطالِكْ .
فَهل عَجَـبٌ
إذا وافاكَ هـذا اليـومَ مُمْتَنّـاً
لِيُـرجِعَ بَعضَ أفضـالِكْ ؟!
وَكَفُّكَ أبدَعَتْ تِمثـالَ (ميدوزا)
وتَـدري جَيِّـداً أنَّ الّذي يَرنـو لَـهُ هـالِكْ
فكيفَ طَمِعتَ أن تَنجو
وَقَـد حَـدَّقتَ في أحـداقِ تِمثالِكْ ؟‍‍!
خَـرابُ الوضـعِ مُختَصَـرٌ
بِمَيْـلِ ذِراعِ مِكيـالِكْ .
فَعَـدِّلْ وَضْـعَ مِكيالِكْ .
ولا تُسـرِفْ
وإلاّ سَـوفَ تأتـي كُـلُّ بَلبَلَـةٍ
بِمـا لَم يأتِ فـي بالِكْ !
***
إذا دانَتْ لَكَ الآفـاقُ
أو ذَلَّـتْ لَكَ الأعنـاقُ
فاذكُـرْ أيُّهـا العِمـلاقُ
أنَّ الأرضَ لَيْسـتْ دِرْهَمـاً في جَيْبِ بِنطـالِكْ .
وَلَو ذَلَّلتَ ظَهْـرَ الفِيلِ تَذليـلاً
فَـإنَّ بَعـوضَـةً تَكفـي .. لإذلالِـكْ


@@@@@@

(لشاعرة الوطن والمهجر سيدة الحرف
 /سوسنة بنت المهجر..يسرى الرفاعي)


أرتديني كثوب كنعاني سندسي

تعال ارتديني والبسني كثوب كنعاني سندسي

به نقوش فلسطينية من بلدي

القابعة هناك بين التلال والهضاب العالية

،لتجد نفسك بعدها ملكا وبيده صولجان

جالس على كرسي من عقيق ومرجان..

ارتديني والبسني كشال جدتي الصوفي

المخبأ في صندوقها الزبرجدي ..

لتجدني ميتة على حفة فنجان قهوتك المسائي

وأنت تحاول إذابة سكره بقبضة سيفك العاجي

لكني لم امت بضربة حد سيف قاضية

وأنما من عشق ليلك وأجوائك الهائمة

بأنفاس نجومي وقمري في سمائي

أتعلم أنك حولتني بحبك وعشق انفاسك

إلى وردة بنفسجية شجية

وجورية رضية ندية ملونة


غرستها في جيب معطفك لتنشق عطرها في الصباح والمساء

و اشعلت بعدها حواسي الخمسين كشاشة العابك

لتذوب بينها وتنصهر أحاسيسك ومشاعرك ونصبح روح هائمة ..

لذلك ازرعها وعلقها في أذنك حلقة


لا تعبث بحبنا ونقاء قلوبنا على الأرصفة

وبين بيارات البرتقال

وبيادر القمح

وحقول الخزامي

هناك عيون حاسدة وحاقدة

تتربصنا بعيون النهار وأحداق المساء..

أدفنه في مغر وكهوف حناياك

وأنقشه على شغاف فؤادك

ولونه كلوحة فان جوخ

وأعزفه في المساء أوبرا جميلة

لتطرب الأطيار في السماء ..

سؤالي لقلبك :

هل ولد ومات حبنا دون علم قلوبنا وأنفاسنا ؟..

هل ولد سرا ووئد سرا

بين تلك الأعمدة الطويلة في صدورنا؟..

هل بعثرته الغربة

على أرصفتها الطويلة النائية ؟!

هل دفنته الأهات بين الضلوع

قبل أن تصلي عليه وتقرأ له الفاتحة ..؟

أم لبسته الأشواق كالوشاح الأحمر الصوفي

وذاك الجاكيت العسلي ؟!

أم سرقته الليالي الطويلة وغادرت قرانا ،

ومدن لهفتنا وتركت لنا الشوق كالنيران الحارقة في أجوافنا؟؟!

ياااه يا قلبي على حبي وحبك ..

لم يخلق مثله بين قلوب العباد منذ عصور

أنه نيران مشتعلة ..

كالمصابيح والقناديل على اسوار وطنك ..

أنه كالبسمة المرسومة على شفاه الطفولة البريئة ..

أنه كالريش الملون على أجنحة الطاووس

مشكلا حديقة من الجمال البهاء ..

أنه كالبساط السندسي في جنان النعيم والفردوس ..

أنه حب روحي لروحك ينمو ويترعرع كالسنبلة الخضراء

تحبل بالآف المشاعر والأحاسيس لتستقربالولادة

بين أهداب صباحك

وشفاه فجرك

وصدر ايامك ..

يا رفيق قلبي وعاشق هدبي قلتها لك ألف مرة..!!

ابقه مدفونا كاللؤلؤ بين اصداف بحرك

ولا تخبر به الأسماك والقرش والدلافين في محيطاتك وبحارك..


@@@@@


شعر : عبد الرحمن صالح العشماوي 

(( إلى ابني الغالي أسامة في عشه الجديد )) . 

كوميض البرق في ثغر الغمامه 
مَرّت الأيام يا إبني أسامهْ 
كانتشار العطر في يوم ربيعٍ 
للندى فيه بهاءٌ ووسامهْ 
كانبثاق الُحلُمِ العابرِ، لمّا 
سلَّ منها طالعُ الفجر حُسَامهْ 
كسحاب الصيف، ما كاد يُرينا 
وجهه حتى طوى عنَّا جَهَامَهْ 
كامتزاج الليل بالنور، إذاما 
مسح البدر بكفيه ظلامَهْ 
كالحكايات التي تُسْرَدُ، لمّا 
تُنْعِشُ القمراءُ وجدان تهامَهْ 
مرت الأيام تجري في مداها 
كحصانٍ تُمْسِكُ الرِّيحُ زِمامَهْ 
كخيول يَعْرُبيّاتٍ تجلَّى 
ركضها بين حجازٍ ويمامهْ 
مَرَّت الأيامُ، في وجهك منها 
شاهدٌ عَدْلٌ وفي وجهي علامَهْ 
موكبٌ يمضي بنا والعمر يمضي 
كلُّ عامٍ فيه يستتبع عامَهْ 
لم أزلْ أذكرني طفلاً صغيراً 
ثابتَ الخُطْوةِ مشدودَ العُمامَهْ 
أبصرتْني قريتي فيها غلاماً 
شامخ اليُتْمِ تُربِّيه الشَّهامَهْ 
يُبصر المسجدُ منِّي وجهَ طفلٍ 
تصغر الدُّنيا وما فيها أمامَهْ 
ترسم القريةُ في وجهي مداها 
صورةً تشعل في القلب هُيامَهْ 
كنتُ أستلهم من أمِّي شموخي 
ومن الجدَّين أستوحي الكرامَهْ 
وعلى ذكر الأبِ الغالي أناجي 
موكبَ العلمِ الذي أعلى مقامَهْ 
ومن الخالاتِ ألقى كلَّ عطفٍ 
وحنانٍ ومن الخال اهتمامَهْ 
وشقيقي، عمُّك المحبوبُ كُنَّا 
لانرى من حُبِّنا إلاّ اسنامَهْ 
وشقيقاتي، فكم كُنَّا نلاقي 
شظف العيش بصبرٍ واستقامَهْ 
أيها الغالي، لقد أحيَيْتَ عندي 
ذكرياتٍ نشرت فوقي غمامَهْ 
لم أزلْ أذكرُ جَدِّي، وهو يُلقي 
نُصْحَه الغالي، ويُهديني ابتسامَهْ 
قال لي، والشِّعْبُ يختال جمالاً 
في صباحٍ رسم الطلُّ انسجامَهْ: 
إنَّما يسمو إلى العلياء حُرٌّ 
جعل القرآن في الدنيا إمامَهْ 
إنَّما العزَّةُ في دينٍ وعقلٍ 
ليس في فتل ذراعٍ وضخامَهْ 
كم رأينا من عظيمٍ يتباهى 
لايساوي عند ذي العرش"قُلامَهْ" 
إنَّ من يبدأ بالخير ويمضي 
في ثباتٍ، سيرى الخير ختامَهْ 
ليس مَنْ لم يملكِ الحُسْنَ دميماً 
إنما البعد عن الخير الدَّمامَهْ 
لم أزل أذكر يوماً شاعريَّاً 
ضاحكَ الساعاتِ مقتولَ السآمَهْ 
حَمَلت فيه أيادينا زهوراً 
بشذاها بلغ العطرُ تمامَهْ 
لم أزلْ أذكرها لّما التقينا 
لا نرى إلا تباشيرَ السلامَهْ 
ما سلكنا فيه دَرْبَ الحبِّ إلا 
ولدينا العزمُ أنْ نغشى زحامَهْ 
ربما أضرم نار الشوق فينا 
غير أنَّ القلبَ لايخشى ضِرامَهْ 
ماعلينا- أيُّها الغالي-إذا ما 
فاض بحر الشوق- في الحبِّ ملامَهْ 
يومَها كُنّا عروسين، وكُنّا 
نبتني العُشَّ ونستجلي نظامَهْ 
نقرأ الأخبار عن حُبٍّ وعطفٍ 
وحنانٍ ونرى "طَوْقَ الحمامَهْ" 
ونرى الأنجم في صَحْوِ اللّيالي 
كثقوب النور جَلَّتْها"الثُّمامَهْ" 
مَرَّت الأيام- تترى والليالي 
وشربنا عَسَلَ العمر، وجامَهْ 
ورأينا النخل ينمو، وشهدنا 
زَهْوَةَ الطلع، وأدركنا صِرَامَهْ 
لم تجئْ في حينها، بل كنتَ غيباً 
نتحرّى في مدى الحبِّ انضمامَهْ 
ثم أقبلت، فأصبحنا نُكنَّى 
باسمك الغالي الذي أصبح شامَهْ 
كنتَ أحلاماً، فأصبحتَ جنيناً 
ثم مولوداً، دعوناه"أسامَهْ" 
ثم أصبحتَ رضيعاً، كم وجدنا 
حُرْقةً، لما تعمَّدنا فِطامَهْ 
ثم طفلاً، ركضُه في الدار عَزْفٌ 
يُسْعِدُ القلبَ ويجلو ما أضامَهْ 
ثم ماذا؟ ثم أصبحتَ فتيّاً 
باذلاً في طلب العلم اهتمامَهْ 
مَرّت الأيام- ياإبني- وهذا 
أنت تبني العُشَّ تستجلي نظامَهْ 
يا رعاك الله كم يسعد أمَّاً 
وأباً أن يجد الشملُ التئامَهْ 
كم سيُرضي الأهلَ والأخوالَ بيتٌ 
فيه حبٌّ ووفاءٌ واستقامَهْ 
جدُّك الغالي"أبو بدرٍ" كأني 
بالرضا في وجهه يُبدي اهتمامَهْ 
والتي جادتْ علينا بشبابٍ 
يوم كنا مثل أفراخ الحمامَهْ 
أمُّنا، جدَّتُك الأعمقُ حُبَّاً 
منحتْكَ الحبَّ أعطتك وسامَهْ 
أنت تبني منزلاً، فانظرْ إلى ما 
يطلب المنزلُ من شهمٍ أقامَهْ 
قد حباك الله آلاءً فقدِّمْ 
شكر ماأعطى لكي تلقى دوامَهْ 
وأضِفْ للأمَّةِ الغراءِ بيتاً 
طاهراً تستشرف الدنيا قيامَهْ 
صانك الرحمن من عين حسودٍ 
ورعاك الله، فاهنأ يا أسامَهْ 


@@@@

 أبيات لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني :

من فلق البحر للكليم ومن ... ألهم نوحاً لصنعة السفن
ونار نمرود حين أججها ... حتى غدت قنة من القنن
تدرك طير السما فتصرعه ... فهو يراد منة من الدمن
على خليل الإله قد جعلت ... برداً سلاماً بقوله فكن
وضر أيوب إذ دعاه وقد ... أصيب منه بأعظم المحن
أجابه ربه وأبدله ... بأهله مثلهم من السكن
وحبذا حبذا إجابته ... ليونس فهو منة المنن
من ظلمات البحار أخرجه ... من بطن حوت من ظلمة الدجن
ويوسف من تراه كلاه وقد ... ألقى في الجب عاري البدن
وبيع بيع الرقيق مبتذلاً ... شراه قوم بأبخس الثمن
وكيد حتى غدا بسجنهم ... مرتهنا برهة من الزمن
وصار من بعد ذا وذا ملكا ... تهدي إليه البرود من عدن
ومن من اليم أخرج الكليم وقد ... ألقى طفلا لم يغذ باللبن
عاد إلى حجر أمه فغدت ... قريرة لا تراع بالحزن
رباه من كان قبل يطلبه ... مبدلاً للقبيح بالحسن
وللمسيح اليهود حين غدت ... تشب نار الفساد والإحن
وأجمعوا قتله فخلصه ... وخاتم الرسل كم أراد به
إلى السما ذو الجلال والمنن ... وقاه ما كان من غوائلهم
كل النكايات عابدوا الوثن ... لا بسيوف العباد والختن
برغمهم تم ما أراد به ... من نشره للفروض والسنن

@@@@@@

لا تـَطرُقِ الباب ... شعر عبد الرزاق عبد الواحد

توزع أبناؤه وأحفاده في أربعة أقطار الأرض ، وطوته الغربة ، فقال : 


لا تَطرُقِ الباب، تَدري أنَّهم رَحَلوا=خُذِ المَفاتيحَ ، وافتَحْ أيُّها الرَّجُلُ ! 

أدري سَتَذهَبُ، تَستَقصي نَوافِذ َهُم=كما دأبْتَ ،وَتَسعى حَيثُما دَخَلُوا 

تُراقِبُ الزّاد ،هل نامُوا وَما أكَلوا =وَتُطفيءُ النّور، لو، لو مَرَّة ًفَعَلوا ! 

وَفيكَ ألفُ ابتِهالٍ لو نَسُوهُ لكي=بِهم عيونُكَ قَبلَ النَّوم ِ تَكتَحِلُ ! 

لا تَطرُقِ الباب، كانوا حينَ تَطرُقُها=لا يَنزلونَ إليها ، كنتَ تَنفَعِلُ 

وَيَضحَكون، وقد تقسُو فَتَشتمُهُم=وأنتَ في السِّرِّ مَشبوبُ الهَوى جَذِلُ 

حتى إذا فَتَحوها ، والتَقَيْتَ بهم=كادَتْ دموعُكَ فَرْط َالحُبِّ تَنهَمِلُ ! 

لا تَطرُقِ ِالباب ، مِن يَومَين تَطرُقُها=لكنَّهم يا غَزيرَ الشَّيبِ ما نَزَلوا ! 

سَتُبصِرُ الغُرَفَ البَكماءَ مُطفَأةً =أضواؤها ، وبَقاياهُم بها هَمَلُ 

قُمصانُهُم، كتبٌ في الرَّفِّ ،أشْرِطَة ٌ=على الأسِرَّةِ عافُوها وَما سَألوا 

كانَتْ أعَزَّ عليهِم من نَواظِرهِم=وَها علَيها سروبُ النَّمْلِ تَنتَقِلُ ! 

وَسَوفَ تَلقى لُقىً، كَم شاكَسوكَ لِكي=تَبقى لهم ، ثمَّ عافُوهُنَّ وارتَحَلوا ! 

خُذ ْها، لماذا إذنْ تَبكي وَتَلثمُها؟=كانَت أعَزَّ مُناهُم هذه ِالقُبَلُ ! 

يا أدمُعَ العَين ، مَن منكُم يُشاطِرُني=هذا المَساء ، وَبَدْرُ الحُزن ِيَكتَمِلُ ؟! 

ها بَيتيَ الواسِعُ الفَضفاضُ يَنظرُ لي= وَكلُّ بابٍ بِهِ مِزلاجُها عَجِلُ 

كأنَّ صَوتاً يُناديني ، وأسمَعُهُ=يا حارِسَ الدّار: أهلُ الدارِ لن يَصِلوا! 




لا تـَطرُقِ الباب ...


لا تَطرُقِ الباب، تَدري أنَّهم رَحَلوا 
خُذِ المَفاتيحَ ، وافتَحْ أيُّها الرَّجُلُ ! 

أدري سَتَذهَبُ، تَستَقصي نَوافِذ َهُم 
كما دأبْتَ ،وَتَسعى حَيثُما دَخَلُوا 

تُراقِبُ الزّاد ،هل نامُوا وَما أكَلوا 
وَتُطفيءُ النّور، لو، لو مَرَّة ًفَعَلوا ! 

وَفيكَ ألفُ ابتِهالٍ لو نَسُوهُ لكي 
بِهم عيونُكَ قَبلَ النَّوم ِ تَكتَحِلُ ! 

لا تَطرُقِ الباب، كانوا حينَ تَطرُقُها 
لا يَنزلونَ إليها ، كنتَ تَنفَعِلُ 

وَيَضحَكون، وقد تقسُو فَتَشتمُهُم 
وأنتَ في السِّرِّ مَشبوبُ الهَوى جَذِلُ 

حتى إذا فَتَحوها ، والتَقَيْتَ بهم 
كادَتْ دموعُكَ فَرْط َالحُبِّ تَنهَمِلُ ! 

لا تَطرُقِ ِالباب ، مِن يَومَين تَطرُقُها 
لكنَّهم يا غَزيرَ الشَّيبِ ما نَزَلوا ! 

سَتُبصِرُ الغُرَفَ البَكماءَ مُطفَأةً 
أضواؤها ، وبَقاياهُم بها هَمَلُ 

قُمصانُهُم، كتبٌ في الرَّفِّ ،أشْرِطَة ٌ 
على الأسِرَّةِ عافُوها وَما سَألوا 

كانَتْ أعَزَّ عليهِم من نَواظِرهِم 
وَها علَيها سروبُ النَّمْلِ تَنتَقِلُ ! 

وَسَوفَ تَلقى لُقىً، كَم شاكَسوكَ لِكي 
تَبقى لهم ، ثمَّ عافُوهُنَّ وارتَحَلوا ! 

خُذ ْها، لماذا إذنْ تَبكي وَتَلثمُها؟ 
كانَت أعَزَّ مُناهُم هذه ِالقُبَلُ ! 

يا أدمُعَ العَين ، مَن منكُم يُشاطِرُني 
هذا المَساء ، وَبَدْرُ الحُزن ِيَكتَمِلُ ؟! 

ها بَيتيَ الواسِعُ الفَضفاضُ يَنظرُ لي 
وَكلُّ بابٍ بِهِ مِزلاجُها عَجِلُ 

كأنَّ صَوتاً يُناديني ، وأسمَعُهُ 
يا حارِسَ الدّار: أهلُ الدارِ لن يَصِلوا! 


@@@@



من قصيدة محمود غنيم :

ما لي وللنجم يرعاني وأرعاه ... أمس كلانا يعاف الغمض جفناه
لي فيك ياليل آهات ارددها ... أواه لواجدت المحزون آواه
لا تحسبني محباً اشتكي وصباً ... أهون بما في سبيل الحب ألقاه
إني تذكرت والذكرى مورقة ... مجداً تليدا بأيدينا أضعناه
ويح العروبة كان الكون مسرحها ... فأصبحت تتوارى في رواياه
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد ... تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفتنا يدكنا نصرفها ... وبات يحكمنا شعب ملكناه
هل تطلبون من المختار معجزة ... يكفيه شعب من الأجداث أحياه
من وحد العرب حتى صار واثرهم ... إذا رأى ولد الموتور آخاه
وكيف ساس رعاة الشاة مملكة ... ما ساسها قيصر من قبل أو وشاه
ورحب الناس بالإسلام حين رأوا ... أن الإخاء وأن العدل منزاه
يا من رأى عُمَراً تكسوه بردته ... والزيت أدم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً ... من بأسه وملوك الروم تخشاه
هي الحنيفية عين الله تكلؤها ... فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
استرشد الغرب بالماضي فأرشده ... ونحن كان لنا ماض نسيناه
أنا مشينا وراء الغرب نقبس منه ... ضيائه فأصابتنا شظاياه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب ... بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
فإن تراءت لك الحمراء عن كثب ... فسائل الصرح أين المجد والجاه
وانزل دمشق وخاطب صخرمسجدها ... عمن بناه لعل الصرخ ينعاه
وطف ببغداد وابحث في مقابرها ... علّ امرأ من بني العباس تلقاه
أين الرشيد وقد طاف الغمام به ... فحين جاوز بغداد تحداه
لاهم قد أصبحت أهواؤنا شيعاً ... فامنن علينا براع أنت ترضاه
راع بعيد للإسلام سيرته ... يرعى بنيه وعين الله ترعاه

@@@@@


قصيدة عمر بهاء الدين الأمير 

أين لضجيج العذب والشغب ... أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدها ... أين الدرس في الأرض والكتب
أين التشاكس دونما غرض ... أين التشاكي ماله سبب
أين التباكي والتضاحك في ... وقت معاً والحزن والطرب
أين التسابق في مجاورتي ... شغفنا إذا أكلوا وإن شربوا
يتزاحمون على مجالستي ... والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوق فطرتهم ... نحوي إذا رهبوا وإن رغبو
فنشيدهم بابا إذا فرحوا ... ووعيدهم بابا إذا غضبوا
وهتافهم "بابا" إذا ابتعدوا ... ونجيهم "بابا" إذا اقتربوا
بالأمن كانوا ملء منزلنا ... واليوم ويح اليوم قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت ... أثقاله في الدار إذ غربوا
إغفاءة المحموم هدأتها ... فيها يشيع الهم والتعب
ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم ... في القلب ما شطوا وما قربوا
إني أراهم أينما التفتت ... نفسي وقد سكنوا وقد وتبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم ... في الدار ليس ينالهم نصب
وبريق أعينهم إذا ظفروا ... ودموع حرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهم أثر ... وبكل زاوية لهم صخب
في النافذات زجاجها حطموا ... في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه ... وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا ... في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من التفاحة قضموا ... في فضلة الماء التي سكبوا
أنى أراهم حيثما اتجهت ... عيني كأسراب القطا سربوا
دمعي الذي كتمته جلدا ... لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا ... من أضعلي قلباً بهم يجب
ألفيتني كالطفل عاطفة ... فإذا به كالغيث ينسكب
قد يعجب العذال من رجل ... يبكي ولو لم أبكِ فالعجب
هيهات ما كل البكاء خور ... أنى وبي عزم الرجال أبُ

من أجمل قرات لكم