free counters

الثلاثاء، 29 مايو 2007

صباحاتي مرة دونك يا وطني/ شاعرة الوطن والمهجر .. سوسنة بنت المهجر ..يسرى






صباحاتي مرة دونك يا وطني
قبل أن أنقش أعترافاتي على جدرانك
صباح الخير يا وطني
صباح الحب والوداد لكل شبر من ثراك
نامت تحته عيون شهداءك
وسارت على ذراته أقدام أطفالك
صباحات غربتي يا وطني باتت مرة كالعلقم دون أنفاسك
أهمس في أذن روحك وقلبك يا وطني أن حياتنا وجل أيامنا  والأصيل من مساءاتنا وتغريدة الطيور على أغصان الفجر الغجري عبارة عن لوحة فنية رائعة وراقية وجميلة وعلى قدر روعتها تكون قيمتنا فلتبدع أناملنا في رسم حياتنا وتلوينها بألوان جميلة أصيلة لا تبهت من الآنواء والظروف الصعبة  التي تصادفنا طالما الفرشاة والألوان ما زالت بين قبضتناوما زالت ارواحنا تملك الخيال الخصب الجميل لنبدع ونرسم وننقش على جدران الوطن الآصالة والتراث والتاريخ وننقش البطولة كنقش الحناء على ساعد الزمن ..
صباحك حب وذكريات جميلة يا وطني ولكن ذكرياتي خارج أسوارك مرة علقم ..حبك يا وطني هو من يخفف من عبىء الغربة على روحي ونفسي ..
أعيش في غربتي منذ أكثر من خمسة عقود وكلي هاربة بحقيبة سفر واحدة ملأتها بأحلامي أمنياتي من دون ذاكرة ،ومن كثرة الترحال وأسفارنا وأحباطاتنا أصبحنا كجسد واحد داخل الحقيبة المهاجرة .بالرغم من وجودي في دولة وبلد يضج حيوية ونشاطا ورغم تنوعة وغناه بجميع أصناف أختلاف البشر، إلا أنني أشعر وأتحسس الغربة والوحدة والعزلة نخرت عظامي وأركان فؤادي وأعماق ذاتي .ولكني دائما أحاول وأجاهد نفسي على أن أتعلم وأتقن معنى العزلة والأنطواء والوحدة بعيدا عن مكاني الأول مكاني في وطني الأم المفتقد منذ فترة طويلة .وهكذا وبهذا المنطق أصبحت أتامل وأتفحص وجوه النساء والأطفال والشيوخ العابرين أمامي بحركات وخطوات متسارعة كتسارع حركة الحياة من حولهم، في المقاهي والمحطات والشوارع والأزقة وارسمهم وأخزنهم في ذاكرتي من أجل أن تنقشهم أنامل أقلامي وتزخرفهم عبر سطوري ودفاتر ذكرياتي ..
أظنني ولدت  وحضرت لهذا الكون متمردة بفطرتي واليوم عندما  تعتريني موجات الحنين والأشتياق إلى مشاهد ة شريط حياتي  بكل ما يحتويه من صباحات ومساءات، من أولها ولأخرها بكل ما تحمله من مآسي وأفراح ، لا أجد سوى التمرد والعند والأصرار القوي يتجول بين أعماق ذاتي وطيات نفسي ،حتى في لحظات رضوخي وأستسلامي لواقعي وعالم حياتي اليومي ولحظات الرضوخ العابرة  بلمح البصر.أستجمع قواي وإرادتي مرة أخرى وأعلن تمردي وعنادي وأنفلاتي على كل ما يهدد وجودي وحياتي وكياني وذاتي وأعماقي.ولكن للعلم فقط ليس إلا، لقد خسرت أشياء كتيرة ومن ضمنها راحة بالي وهدوئي وطمأنينتي النفسية وأشياء أخرى لا تعد ولا تحصى ، وكانت ثمنا باهظا لهذه الأنتفاضات والتمردات الداخليةوالنفسية اليومية ،ولكن أعلنها للملأ أني لست نادمة على شيء طالما كسبت أشياء أخرى ذات قيمة ومعنى ومغزى أعمق وأشمل واهمها عشقك يا وطني الذي ما زال يكبر وينمو كالجنين في الآحشاء..
يا وطني ما زالت أنفاسي ترسل لك
أجمل الصباحات المغلفة بباقات ريحانك

^^^^^^^
من وريقات أهزوجة الوطن
سوسنة بنت المهجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق