غربتي مرة مرار العلقم
ليتك تعلم يا وطني كيف
بات كل شيء علقم في غيابك
فغربة نفسي بين جدران زماني
أصبحت مرة مرارالعلقم
والليالي باتت كزمهرير الكوانين الباردة
غربتي خارج أسوار الوطن مرار وعذاب
كل شيء فيها يتحدث بفرابة واستعجاب
الشمس غابت متوارية خجلا من طيوراليمام ومآذن السلام
والقمر توارى مختبئا خلف ستائر الليل والظلم وحلكة الظلام
القلم وقف عاجزا عن وصفها بدقة
الحروف باتت تتجمد على الشفاه
والحناجر تتشحرج بقول الآه
والكلمات تتأوه من زمهرير النفاق
يا وطني كل شيء في الغربة
بات صلدا ممزوجا بجفوة
وقسوة فاقت قسوة القسورة
حتى الآعماق وما بين الصدور
وتجاويف الشغاف ذاب وانصهر
كالبراكين حين تثور في غضب
يا وطني ليتك تعلم ما حال الليالي
وكيف تمرعلى الغريب
والنيران مشتعلة في الأحشاء
وكيف ينهمر دمع المآقي شلال
آه يا وطني لم يبقى لنا شيء
سوى أن نتسلح بالصبر
ونواسي ما بين الصدور
ونكمم فاه الحزن والآلم
ونتغذى على الآمل
علنا نحظى بمفاتيح ما هو مستحيل
يا وطني بات الصمت والسكون
عنوان قلبي والصبر هويتي
وإليك من خلف المسافات أنتمي
كل أشيائي تهتف بإسمك حتى دمائي
رغم بعدي وغيابي
سوسنة بنت المهجر