حوار مع الشاعرة والأديبة
والفنانة التشكيلية الفلسطينية
د. يسرى محمد الرفاعي / سوسنة
بنت المهجر
حاورتها: الكاتبة أشجان الأحمد
عُرفت سوسنة المهجر في الأوساط الثقافية العربية بالثائرة المنتفضة بعاشقة الوطن؛ شاعرة وكاتبة ومناضلة بقلمها وريشتها كتبت لقضية فلسطين شعراً ونثراً وقدمت فكراً؛ وقدمت للمجتمع المقالات التي تهتم وتعنى بقضايا الأمة ..عُرفت بمظهرها ولباسها الوطني والكوفية رمز الشموخ والعراقة والأصالة ورمز النضال الفلسطينيي فإن دل على شيء إنما يدل على مواقفها الوطنية ومبادئها الثابتة تجاه قضيتها ووطنها شاركت في أكثر من معرض تشكيلي وتراثي فلسطيني يخدم القضية الفلسطينية. ويعرف بالهوية والتراث الفلسطيني على وجه الخصوص .
الكاتبة والشاعرة والفنانة
التشكيلية الفلسطينية الأصل أردنية الجنسية التي امتطت صهوة جوادها بكل ثقة ويقين، وانطلقت
تجوب في رحاب الأدب والفكر والثقافة تنشر الحب وتبذر بذورالأمل في قلوب الجميع .
تميز شعرها
بالوضوح والشفافية والرقة وتدفق الصور والمعان دون أن ترهق القارئ في فهم المعنى أبجديتها سلسة سهلة بسيطة ..يطلق عليها السهل
الممتنع
ما زالت تواقة للفن
التشكيلي والأدب والكتابة ونثر
حروفها لأنّها ترى فيهم
المتنفّس الذي يهب عليها بنسائم المحبة والصدق والوفاء والصداقة الحقيقية فمن خلال أشعارها الوطنية و ريشتها وألوانها
تضفي لونا زاهيا على العالم من حولها
_______________
نص
الحوار
( 1
) حدثينا عن نفسك لنتعرف عليك من خلال سيرتك الذاتية ؟!
الأسم الثلاثي /
يسرى محمد حسين الرفاعي
الدولة / فلسطين/ القدس
تاريخ الولادة/ 11فبراير/1960
الجنسية / الأردن
الديانة/ مسلمة
الإقامة/ سلطنة عُمان
ولدت الشاعرة المقدسية في بيت عريق من بيوت /بيت دقو/ قضاء القدس التي
تفوح منه رائحة الأصالة والنخوة وعبير الريحان والياسمين والشهامة وعشق
الوطن،وينعم بالهدوء والحب والسعادة والأستقرارالذي بات ينشده كل إنسان في هذا
الزمن، ولدت بتاريخ 11 فبراير من عام 1960 لأبوين فلسطينيين ناضلا من أجل الأرض وكرامة الوطن..
كان والدها مناضلا ذوعزيمة وقوة وإرادة لا تلين تأثرت بشخصيته الوطنية المقاومة
العاشقة لفلسطين وثراه الطاهر والصمود والثبات في وجه التيارات والرياح
العاصفة منذ الصغر. ووالدتها تلك الريحانة التي لا تستكين مهما أضعفتها
الحياة فهي باقية بيدها الممدودة بالخير والمحبة
للأنسانية أمد الله في عمرها ومتعها بالصحة والعافية ..
نشأت وعاشت في كنف أسرة فلسطينية مسلمة وبيئة
محافظة ملتزمة علاقاتها الأجتماعية مفتوحة على العالم في حد ود الأعراف المتعارف
عليها والتقاليد التي تحكم المجتمع الفلسطيني خاصة والعالم العربي عامة.. ولدت في
أسرة معظم أفرادها بالفطرة يجيدون فنون
الكتابة والفنون التشكيلية والنحت يتقنون جميع الأعمال اليدوية والتراثية ..
سوسنة بنت
المهجر أمّ لثلاثة شموع أنارت حياتها ووبنتا عطرتها بأريج روحها ولدت في أسرة كبيرة مسلمة مكونة من الأب والأم
و4 من الأخوة و4من الأخوات جميعهم موهوبين
بالفطرة بالفنون التشكيلية ومثقفين يتقنون فنون الكتابة، حياتهم هادئة ومستقرة في
ظلال االسيرة النبوية الشريفة ..
اشتهرت بأعمالها وكتاباتها المتواضعة فرسخت حروفها وكتاباتها لخدمة الوطن والأسرى
والآمورالسياسية والأدب الأجتماعي والوجداني العاطفي وكل ما يهم المرأة والطفولة والقضايا الإنسانية...
تعتبر من أدباء وكتاب العصرالحديث، تميزت
كتاباتها بإسلوبها السهل الممتنع بسلاسة وعمق في المعنى ، تعزف من خلاله على أوتار
مشاعر وعواطف القارىء ، وقد جعلت من الشعر وما تنقشه وسيلة قوية للتعبيرعن قضايا
الناس وحياتهم وهمومهم التي لا تنتهي ..
تميزت أعمالها الفنية التشكيلية والتجريدية بالبساطة والعمق في المعنى
والمضمون والبساطة في الطرح والتقديم .
تمتلك
ريشة حرة وقلما حرا يتمازجان بسلاسة وبساطة وعفوية ليشكلا فنا تشكيليا راقيا وفكرا
حرا نزيها من خلال فلسفتها الفكرية وريشتها وألوانها ليظهرالواقع بحلاوته وعلاته
من خلال ريشتها وقلمها تصوغ لنا كل يوم الحياة بثوب جديد بشكل راقي وجميل من وجهة
نظرها المتواضعة
إن الشاعرة والفنانة
التشكيلية والمصممة للأزياء والمناضلة بقلمها وريشتها وألوانها كرّست عمرها،
ووقتها من أجل قضايا شعبها وأمتها وحرّية الأرض والإنسان على حد سواء دون كلل أو
ملل ..
تحترم الصداقة
وتعتز بأصدقاءها الأوفياء وتحترم من رافقوها في مسيرتها الأدبية .. ثائرة مناضلة
بقلمها وريشتها .. كرست جل وقتها من أجل الوطن والأسرى وقضايا المرأة والطفولة ..
والسلام والتسامح والمحبة ..
حصلت الشاعرة خلال مسيرتها الآدبية على الكثير من شهادات الدكتوراة الفخرية
والشهادات الفخرية رفيعة المستوى والشرفية والتقدير والثناء والأوسمة والدروع
المميزة .. ولقب سفيرة وأفضل شخصية
لعام2019 وفازت بالمركز الثاني في مسابقة
أفضل شخصية أدبية في الوطن العربي ونالت على أثرها الدكتوراة الفخرية .. والكثير الذي لا حصر
له من الأوسمة ..
كما نالت شهادة فخرية عليا من الدرجة الفكرية الممتازة في البحوث العلمية
ونالت الكثير
من شهادات الشكروالتقديروالشرفية العليا والتميز والدروع المميزة
في روابط
وأتحادات مرموقة ، نظير ما تقدمه من أعمال أدبية وإبداعات فنية تشكيلية .. لها إصدارات
أدبية متنوعة كما لها مجموعات تنتظر الطباعة ..
( 2 )عرفينا من هي يسرى حسين الملقبة بسوسنة
المهجر وماذا تعني لها الحياة ؟
سوسنة المهجر
إنسانة عادية كباقي البشر تنتمي إلى هرم الإنسانيّة . تعي ماذا تريد من حياتها ، تتمتع
بضمير يقظ وقلب لا يعرف الحقد والحسد
متسامحة لآبعد الحدود مع الجميع ،تحاول دائما أن تكون فردا نافعا في المجتمع الذي
تنتمي إليه محاولة أن تكون مع الأخرين
كتفا متراصا لتحقيق العدالة والأنسانية والمحبة والسلام والعدل ،تعشق عالم الهدوء
والأستقرار، لنهدهد طموحاتنا ونبتسم لآحلامنا حين نطل عليها من نوافذ القلوب
الموصدة في معظم الأحيان...
سوسنة المهجر تجد أن الحياة جديرة بأن نعيشها
بكل متناقضاتها حلوها ومرها حزنها وفرحها ،فالحياة ليست سهلة وليست معقدة إن فهمها
الأنسان عاش وأستمتع وأهم شيء إرضاءالله والوالدين ، خلق الأنسان في كبد فوجب أن
نعيش ونقفز عن حواجز تعيقنا ونهدم جسور شاهقة وقفت أمام مسيرتنا وتطورنا وتقدمنا ،
وجب أن لا ندع لأبوب الحزن أن تفتح على مصراعيها ولا ندع مفردات الإحباط واليأس
تتسلل ببطىء إلى قاموس حياتنا .وجب أن نعيش الحياة بإرادتنا دون قيودهم المجحفة،
بعفوية وبراءة وإنطلاقة وحرية ضمن ما هو مسموح وحسب تعاليم ديننا العظيم .. لتفوز
بالدنيا والآخرة..
_________________
(3)
يسرى الرفاعي ، إنسانة
بسيطة كما تقول عن نفسها وشاعرة فلسطينية ، وفنانة تشكيلية فهل من مقارنة ؟
الأنسان
إنسان بما يملك في قلبه وأعماقة وما تلونه ريشته ومحابره فكلها مشاعرجياشة تجاه
الوطن والطبيعة والأنسانية ،فلا أقارن بين ما يحتل فؤادي وبين إنتمائي لوطني وما
أنثره وأنقشه من كلمات وأبجدية للعالم المليء بالمتناقضات حولي، الشعر والكتابة
والنثروالريشة والألوان كلها تسكنني وتحتلني بدون إذن فما هي إلا قوة وتحدي وإرادة
قوية أقهربها ظروفي الصعبة وليل غربتي القاسي ..فوطني أحمله في قلبي الذي يتسع
للكون بأكمله فكيف لا يتسع لوطني فهو ساكن في أعماق قلبي أينما رحلت وسافرت كظلي
يرافقني .. والكتابة تسكن فكري وخاطري مهما أثقلتني وأتعبتني الظروف أجدها تخفف
عني في غربتي ..
___________________
(4)
لا سمح الله لو أجبرتك الظروف على عدم الكتابة والنقش بالريشة والألوان ،
فماذا تفعل سوسنة المهجر ؟
لا
أقدر أن أتخيل نفسي في موقف عاجز أمام الظروف القاسية مهما كانت فالشغف الذي
بداخلي للكتابة والنقش بالريشة وسكب الألوان يجعلني أحلق دائما لعنان السماء لأطور
من نفسي وأكون كل يوم أفضل من سابقه رغم ظروفي الصحية التي أحيانا تحد من قدرتي
على متابعة ما أريد .. فالكتابة سحر تشذب الروح وتتملكنا في كل لحظة نموت إن تخلى
أو رفضنا بحر الإبداع ولفظنا كسمكة ميتة على ضفافه، فهذه الظروف التي تريد إجباري
على تر ك الكتابة أو عدم الرسم بالريشة ربما هي من تحث الشوق بالأعماق على الكتابة
والتألق والإبداع أكثر من أي وقت مضى معروف
أن الأحزان والظروف الصعبة تجعل الإنسان يكسر حاجز القهر والقسوة للحياة ليبدع في
مجاله أكثر ..
______________
( 5)
هل يوجد أدب نسائي لطرح
قضايا المرأة والتخلص من الكتابة الذكورية برمتها أم أن الأمر من الأختراع الذكوري لمحاصرة
المرأة المبدعة في عالمنا العربي ؟!
أعتقد ما زال هذا الجدل قائم في عالمنا العربي والمحاصرة
قائمة للمرأة من قبل المجتمع والبيئة والأعراف والتقاليد والقوانين المجحفة بحقها
رغم أن ديننا الحنيف كرم المرأة وأنصفها ، وأعتقد ربما
هذه الأمور تتلاشى نهائيا حينما يعترف المجتمع والرجل بما تقدمه المرأة من أدب وفنون
راقية ترتقي بالمجتمع والرجل والمرأة والأسرة على حد سواء ..فلا حاجة لتسمية أي إبداع
نسوي أو ذكوري طالما الهدف هو خدمة المجتمع والإرتقاء بالجميع ..
______________
(6)
كيف كانت بدايتك مع الكتابة والشعر؟
بدايتي مع الكتابة كانت منذ كنت
في المرحلة الإعدادية من خلال تصفحي لبعض
المجلا ت والصحف الصادرة في سوريا كان من
بعض صفحاتها صفحة تهتم بالتعارف بين الأصدقاء وهواياتهم والتعريف بالوطن الذي
تنتمي إليه ولو بنبذه بسيطة كل مرة عن
مدينة أو قرية من وطنك عن العادات والتقاليد
والأمثال الشعبية وغيره ،وكان هناك صور شخصية لبعض الأصدقاء وهواياتهم
المراسلة والسفر والآعمال اليدوية
والتطريز مثلا والنقش على الخشب وغيره
الكثير ، فاخترت إسم بنتا تعيش في المصايف السورية وبدأت بمراسلتها بإسم مستعار فشدتني الفكرة وتابعت المراسلة معها
لفترة طويلة مماعمق الصداقة بيننا أكثر
فشدها ما كتبته عن وطني فلسطين في تلك الفترة فشجعتني على الكتابة أكثر وهي بالمثل
ترسل لي معلومات عن هواياتها وعن بعض المدن السورية الجميلة التي زرت معظمها من
خلال الرحلات المدرسية ، وبعدها تابعت شغفي للكتابة والتدوين في المرحلة الثانوية
كانت مدرسة العربي الله يذكرها بالخير وربي يرحمها إن كانت في جنات الفردوس الأعلى
،تساعدنا في كتابة قصة حدثت في حياتك ولو كتبتها في سطرين بشكل صحيح هذا كان دافعا
تحفيزيا لبعض الطالبات اللوات يرغبن في
تنمية هواية الكتابة أوكانت تحثنا على كتابة الخاطرة والنثر وكل فترة في وقت الفسحة تلتقينا في مكتبها
وتناقش معنا ما كتبناه وترشدنا بشكل جعلني أضع قدمي على أولى درجات سلم الإبداع.. ولها
الفضل يعود في إكتشاف موهبة الكتابة عندي فتشكلت بيني وبينها أواصر صداقة متينة
وكأنها منحتني فيزا الدخول لعالم الأدب والكتابة بجميع أشكالها وفنونها بشكل أفضل .
__________________
( 7 )
هل واجهتِ صعوبات في
بداية مشوارك في الكتابة؛ سواءً من الأسرة أو المجتمع؟ وهل لك مواقع أو مدونات لنشر أعمالك الخاصة ؟؟!
لا يخلو الأمر من الصعوبات
والرفض لما تكتب ولكني لم أواجه صعوبات من قبل أهلي تحديدا لآني لم أخبر أي منهم
أنني أكتب كنت أكتب لفترة طويلة بغطاء الأسماء المستعارة كل مرة أكتب بإسم لدرجة
أنني كتبت باأسماء ذكور مستعارة
فوجدت الإستحسان من قبل
المتابعين لي عبر المنتديات والمواقع الكثيرة التي أتاحها لنا الأنترنت وشبكات التواصل الكثيرة ..
ولكن جاءت فترة وظهرت فيها المدونات والمواقع الصغيرة وشكلنا وجميع
الأصدقاء مدونات على ما يسمى مكتوب وكل منا يكتب ما يريد حتى بات لي بصمة واضحة
الكل يعرفها ويعرف لمجرد قراءة المكتوب فيها يعرف أنها لسوسنة .. وهكرت أكثر من
مرة مدوناتي فجاء أحد الكتاب وقال لي لماذا لا تكشفي عن اسمك الحقيقي طالما أنت
معروفة ببصمتك ولونك الجاد والوطني في الكتابة فلو غيرتي إسمك كل يوم وإستخدمتي
إسم ذكوري سنعرف أنك سوسنة
وكنت مسؤولة ومشرفة في فترة من الفترات عن بعض المنتديات ..
ولكن للأسف هذه المنتديات كانت كسلاح ذو حدين
تشهرك وتتيح لك الظهور وتلقي الضوء على كتاباتك و فجأة تجد كل شيء أختفى وطار مع
الريح وطارت معها كتاباتك إلى غير رجعة إما بالتهكير أو بشطب المواقع من قبل
أصحابها. وتحويلها لمواقع تجارية دون سابق إنذار وقد أختفى صاحبها ولا تعرف له
إسما حقيقيا معظمهم كان يستخدم الأسماء المستعارة . فأحزن وأثور لآن تعبي وجهدي
ضاع هباء..
وفجأة عثرت على موقع عالمي إسمه
فلسطين في الذاكرة طبعا لا يقبل فيه إلا الأسماء الحقيقية لآنه حلقة وصل و تعريف
بين الأهل في الوطن فلسطين وبين الأهل في الشتات وتعريف لقضيتنا الفلسطينية فحينها
كشفت عن إسمي الحقيقي حين سجلت في الموقع بشكل رسمي. في العام 2008. وعرف من عرف
وبدأت المضايقات لآنني كنت أنشر الشعر العاطفي الوجداني أكثر من الشعر الوطني في
تلك الحقبة من الزمن .. وهكرت مواقعي
ومدوناتي من قبل الحاقدين الحاسدين خفافيش
الظلام أعداء النجاح والإبداع أكثر من مرة
وما زاد الطين بلة أن اصحاب مدونات مكتوب باعوه أو تخلوا عنه لأشخاص أخرين
فضاعت وتبعثرت كتاباتنا أكثر وبتنا في
حيرة أكبر.. وبعدها أنتميت للعالم الأزرق
عالم الفيس بوك ومن يومها وأنا في صراع مع أعداء النجاح خفافيش الفيس بوك
.. والنفوس المريضة التي لا تتركك في حالك ولا تترك لك حرية الكتابة كما يحلو لك.ولي مدونة على بلوجر أكتب وأنشر
فيها ولي موقع رسمي أنشر فيه أعمالي ..
كونت موقعا رسميا لنشر أعمالي
الفنية والأبداعية ولكن لم يدم أكثر من بضع سنوات هكر وطار وسرق معظم نتاجي الأدبي
باتو يحذفون إسمي عن القصيدة ويضعون أسمائهم للأسف هناك أشخاص لا ذمة ولا ضمير ولا
وازع ديني يردعهم عن فعل ذلك .. ولكن الصبر جميل ما زلت أقف وأواجه صراعاتهم
وعداءاتهم لي .. ولكن للحق وجب التصريح أنه هناك أشخاصا بلسم لجراحنا يشجعوننا
دائما ويقفون لجوارنا في الأزمات والضغوط .. يأخذون بأيدينا إلى جادة الصواب ..
وجسر العبور بأمان .. فشكروتقدير لهؤلاء الأصدقاء الأوفياء.
_________________
( 8)
يقال أن هناك جائزة التفرغ السلطوية تمنح كل عام لعدد من الشعراء والأدباء
، هل سمعتي عنها ؟و ما رأيك في هذه الجائزة من جميع النواحي وهل تقدمتي إليها ؟!
وهل تؤيديها أم مقاطعة لها ؟!
سمعت وقرأت عن هذه الجائزة الغير مشرفة في الصحف
والأنترنت للأسف أنها لا تمنح حسب خبرتك وإبداعك ومستواك الأدبي والكتابي والثقافي
وما تقدمه للإنسانية جمعاء من أجل السلام والتسامح و..و .. لآن من وضعها يهدف إلى إستمالة بعض الكتاب
والشعراء وهؤلاء يسيؤون إلى ثقافتنا وأدبنا ومبادئنا وموقفنا الوطني الثابت على
هذه الأرض.. وأرضنا تستحق التضحية وتستحق من يعيش عليها بشرف وكرامه وقد أرواها
شهداءنا بدمائهم ..
هذه الجائزة مسيسة
لها أهداف سياسية ،فمن كان على مبدأ ثابت ومؤمن بقضيته وقضايا أمته ويملك ذرة من
الأخلاق والشرف والوفاء للوطن والقضية لا
يقبلها ولا يقدم عليها طالما تخدم الأهداف السياسية والطامعين فيها فقط .. فهدف
هذه الجائزة القضاء على أدب مقاومتنا
الفلسطينية وقتل إبداعالفلسطيني الآنساني والوطني ، ولا تمنح إلا للمقربين من أصحاب فكر هذه
المؤسسة الذين يحابون وينافقون أنفسهم وأوطانهم ..
وفي الحقيقة لم أقدم لها لغاية اللحظة ولا أنوي أبدا
التقدم لها في المستقبل القريب ولا البعيد ..
فمن يملك حرفا ذهبيا وريشة تلون حياته بالحب والألق
والألوان الزاهية ويعرف قيمتة وقيمة نفسه
وحرفه لا يدرج أبجديته في خانة المساومة والمزايدات التافة سرا أو علنا من أجل
حفنة دولارات أو أوراقا بشكل شهادات بلحظة
تشعل فيها النيران وتصبح رماد .. فأعماقي ولا قناعاتي تسعى خلف جوائز وشهرة ،عمر
الجوائز ما صنعت إبداعا ولا فكرا راسخا.. تصلني بإستمرار كلمات تشجيعية من متابعين
صفحتي والقراء عبر المواقع التي أنشر فيها وأشاركهم فكري ونبضي بصدق ووفاء دون
محاباة ..تصلني منهم رسائل في قمة الذوق والأدب والتشجيع وقمة النزاهة لآنه لم
أطلب منهم ذلك التقييم ولا تلك الشهادة المزورة ، فأعيش معهم وبهم هموم وأفراح
الوطن كما هي بكل طيبة نفس ونقاء ..
وفي الحقيقة وصلني الكثير من الشهادات التقديرية والشكر
والثناء على حرفي وأبجديتي ولوحاتي
التشكيلية دون أن أتسول ذلك منهم ..
وذلك تقديرا وامتنانا لما أنشره وأشاركهم به في مواقعهم
ومواقعي ..
الحمد والشكر لله الذي بفضله
تتم الصالحات ..
فهناك من يتابعك بصمت ويعلم
ويقدر ما تنشره وما تقدمه من أجل خدمة الأدب والثقافة ..ومن أجل الوطن وقضايا
الأمة .. فيقدم لك التقدير والثناء .. بكل حب وتقدير ..
_____________
( 9 )
الجميع
يعلم ويشاهد أنك حققتي شهرة واسعة دون
الوقوف على المنصات الأدبية ودون حضورك لندوات شعرية وسفرك وترحالك بين الدول من أجل المهرجانات الشعرية كما يفعل بعض الشعراء
والأدباء فهل هناك اتحادات أو روابط معينة أو مؤسسة تهتم بالأدب والأدباء قامت بدعمك
وساعدتك للوصول؟! أم أنَّ " سوسنة
بنت المهجر " هي التي كوَّنَت نفسَهُا بنفسِهِا ووصلَت إلى ما وصلَت إليهِ
بمجهودِهِا الذاتي ؟!
بدون أدنى
شك لولا شبكات الأنترنت التي وفرت لي وللكثير من الكتاب والشعراء الفضاء االشاسع
لنصل إلى أبعد مدى في العالم ما وصلنا لشيء
..
أنا لا
أنتمي لآي مؤسسات أو أحزاب ولا لأي اتحادات وروابط على ارض الواقع .. ولم أتلقى أي دعم مادي أو
معنوي أو غيره من أي جهة فأنا بمجهودي الفردي بنيت سوسنة وشيدتها كما تشيد البنيان
على أسس ثابتة ومبادىء لا تتغير لو تكاتفت عليها جميع الظروف القاهرة لهدمها ما أستطاعت..
وقد تستغرب إن قلت لك أنني حبوت وتجولت وهرولت
بين شبكات التواصل والمواقع والمدونات عمرا طويلا ما يقارب الثلاثة عقود بجهد وسهر
وتعب وشقاء برفقة قهوتي وقلمي وريشتي
وألواني حزينة سعيدة مضغوطة تعبانة متألمة بكل الظروف والغربة القاسية حتى السهر المضني إلى ساعات الفجرالمتأخرة، ولم
أتوقف لحظة عن العطاء إلى أن أثبت نفسي ووقفت أمام الجميع بقامتي وهامتي التي
تراني عليها الأن بكل تواضع بمجهود
فردي .
مشاركاتي الكثيرة ونتاجي الأدبي الغزير على
المواقع والمدونات ونشر قصائدي ومقالاتي
وخواطري في مواقع كثيرة ومشهورة عالمية وعربية ومن خلال مشاركة كتاباتي في صحف
وجرائد ورقية وألكترونية ساعد على انتشاري وحضوري على الساحة الأدبية ..
الحمد
والشكر لله الذي بفضله تتم الصالحات ..
____________
(10)
بصفتك
شاعرة ملتزمة تكتبين للوطن والقضية
الفلسطينية والأسرى وقضايا الأمة بشكل عام
حدثينا كيف كان وقع خبر رحيل شاعر المقاومة والوطن القدير محمود درويش على
نفسك .. وهل ترك رحيله فراغا في ساحتنا الأدبية الشعرية عامة وفلسطين خاصة ..؟!
لا شك رحيل قامة أدبية وطنية كبير وغيابه عن المشهد
الفلسطيني والثقافي والعالمي والعربي كان
بمثابة فاجعة وكارثة للشعر والأدب على حد سواء ألمت بنا وبقلوبنا وبصفوفنا
الفلسطينية كشعب فلسطيني مقاوم ،فالشاعر
محمود درويش كان يمثل قامة هامة وكبيرة يمثل وجدان أمة بأكملها يمثل ضميرنا الحي
اليقظ المهتم بالقضية الفلسطينية والذي حمل همومها إلى كل المحافل الدولية
فشعرمحمود درويش كان كالسحر مؤثر جدا ومفعوله قوي جدا .. خسرناه جميعا كنت أتمنى
أن ألتقيه كان صديقا بروحه وبشعره النازف يحاكي ويداوي جراحنا النازفة وبرحيله عنا
نزفت جراحنا ولم تجد من يضمدها ولا يدا تمتد لترممها
بعد رحيله الكل أكتشف ووجد
أنه صديقه وحبيبه صغيرنا وكبيرنا حتى ظل الزيتون كان يعشق محمود درويش .. ويسألني عنه ..
رحم الله شاعرنا شاعر المقاومة والوطن رحم الله روحا كانت تكتب
وتعيش لغيرها..
______________
(11)
كل أنسان له
أمنيات وأحلام فمما يتشكل عالم أحلامك ؟وما هي طموحُاتكَ ومشاريعُكَ الأدبية والثقافية والفنية
المستقبلية ؟؟
أحلامي وأمنياتي كأحلام أي أنسان بسيطة وصغيرة كأحلام
العصافير ولكنها كثيرة ربما تحقق منها شيء وبقيت أشياء كثيرة ومن أهمها
بيت
يؤويني مع أولادي وزوجي تزورنا من خلاله شمس الفجر بخيوطها الذهبية ،ونحتسي قهوتنا
مع جميع أهلنا وأصدقائنا وتغرب عنا شمس الأصيل وبالنا مرتاح ما فيه هم ولا تعكير ،
أحتسي قهوتي بين ظلال أشجار التين والزيتون
في بلدي الأم مسقط رأسي بيت دقو / القدس .
نفسي
بشاطيء بحر نقي أتمشى فيه بدون ما تلتقط عيوني أذى العري والأختلاط الأستفزازي ،نفسي
بعبيرالياسمين يعبق بأنفاسي وبين دروب
بيتي، والدحنون والزيزوا من براري وطني
أستنشق عبيرها وشذاها بحرية ،أحلم بعالم وفضاء خال من الظلم والحزن والحروب المدمرة
أحلم
بعالم لا يوجد فيه قطع روؤس تحت مقصلة ظلم وقهر من الحكام وغيره ،أحلم بعالم خال
من ظلام الزنازين والسجون وقسوة السجان
عالم خال
من المدافع والقنابل العنقودية ،أحلم بعالم يقبع في كل زواياه عدل وإنصاف للمرأة
وحب وسعادة عالم يصون الطفولة ويحترم
الصغير والكبير وكرامتنا فيه مصانه ولنا فيه قيمة وأهمية من الجميع،أحلم بعالم حر
..حر بمعنى الحرية التي تضمن
لي حق
التعبير عن الرأي بكل وضوح وصراحة وقوة وإرادة
عالم لا
يوجد فيه غنى فاحش ولا فقر مدقع،فيه شربة ماء تصل للعصافيرفي عشاشها، أحلم بقصيدة
يقرأءها ويرددها الصغير
قبل
الكبير كل صباح وكل مساء دون انتقادات هدامة وذم وتلميح بعيون وقحة ..وأزيدك من الشعر بيت ربما أفكار وطوحات كثيرة تتجول في خاطري وفكري
تريد الخروج لحيز الوجود أتمنى الصحة والعافية والعمر المديد لآنجازها في أقرب وقت
..
بغض النظر عن الأعتكاف على تجهيز بعض الكتب
والدواوين لطباعتها
كنت أتمنى أن يكون عندي دار للطباعة والنشر
لكثرة ما أسمع عن أحتكار دور النشر للكاتب والشاعر وخاصة من كان حديث العهد في
طباعة وإصدار باكورة أعماله .. بحجة أنك
شاعر لست معروفا .. والعالم ترك القراءة ولا يقرأ لشعراء مشهورين !!!!..
_______________
(12)
كيف تعيش عاشقة الوطن في غربتها عن وطنها معظم وقتها وخصوصا أيام
الأعياد والمناسبات التي تذكرها بلمة
الأهل ورائحة كعك الأم وبسمة الوالد ومصافحة الأخ و العم والخال ؟
مهما أخذتني مشاغل
الحياة اليومية وضغوطها التي تقسم الظهر أبقى
أحمل ذلك الشعور تجاه وطني وأهلي شعور الحسرة والفراق والبعد عن الأهل ، و الأمرّ
من ذلك كله أن يفقد هذا المغترب شخصاً عزيزاً على قلبه و وقد فاتته لحظة الوداع
بسبب الأميال التي تفصل بينهما تبقى مؤلمة جدا على النفس والروح .أما
في فترات الأعياد ،فتراني في دار الغربة استيقظ لأسابق أنفاس و خيوط الفجر والشمس
الذهبية ، ولا تستغرب إن قلت لك كنا نهرع إلى التلفاز لنحضر صلاة العيد في بلادنا
، فتنهمر العبرات من أحداقنا وقلوبنا بمرارة وألم لنشاهد شريط الذكريات بدأ بالدوران
أمام مرأى العين ، كيف كنا مع الأهل و الأخوة و الأحبة وكيف نحن الآن بعيدين عنهم ما لنا إلا ذكراهم
الطيبة . هذه هي الغربة تسرق أعمارنا فتذبل زهرة أيامنا ويذهب رحيقها، نبقى في شوق
دائم للأهل والوطن ولكل ذكرياتنا بجمالها وحزنها بين أحضان الوطن.
_____________________
(13)
سوسنة بنت المهجر قضت معظم وقتها وعمرها في الغربة
والمهجر متنقلة بين الأردن وسوريا وسلطنة عمان فما تأثير الحياة في المهجر على نصك الشعري والنثري؟
لا بد أن نعترف أن الشاعر ابن بيئته وربما توافقوني الرأي نوعا ما أن
العامل الجغرافي والبيئة الخارجية بكل مستوياتها الطبيعية والبشرية هي أول المنابع
العذبة النقية لمعرفتنا وهي المبلور لطبيعة بيئتنا الباطنية ، الداخلية. لكن
الشاعر والكاتب يعيد تشكيل وصياغة ونسج وغزل ما يتلقاه من هذه البيئة المحيطة به
ويحولها إلى منطقة إبداعة الداخلي بعمق روحه وقلبه ليكمل صياغتها وترتيلها إلى
رؤية شعرية ومواقف من حياته وأيامه . فهي تؤثرإذا بنصوصنا الشعرية والنثرية
بدون وعي
منا وبعيدا عن أرادتنا، فبلاد الشتات التي تنقلت خلالها كلها جميلة وجذابه طبيعتها
ومتاحفها ومسارحها بحارها وشواطئها جميعها عوامل تحرك بأعماقنا ما نشعر به ونحسه
فتمنح خلفيات رائعة لما ننثره وننسجه فتعطينا خلفية جيدة لعملنا، وأحيانا كثيرة
نكتب ونسطر وحولنا مئات العوامل الصامته صمت القبور التي تؤثر بنا بشكل محزن فيه
إحباط ويأس
وأحيانا
نكتب والحزن والأسى يقطر قطرا مما نشاهده أمام عيوننا
فكله
مجتمع يؤثر بقصائدنا ونثرنا سلبا أو
إيجابا..
_______________
( 14)
هل يمكنُ للشبكة العنكبوتيَّة أن
تحِلَّ يوما ما مكان الكتب والجرائد
والمجلات الورقيَّة بشكلٍ نهائيٍّ في الفترةِ القادمة، وتُلغي دورَها تماما؟
أكيد لا يمكن فذلك من سابع المستحيلات ،لأنّ الكتابةَ والدواوين الورقيَّةَ والصحف والمجلات الورقية هي
من الثوابت والرصيد الباقي لأي كاتب أو شاعر دون وكتب ووثق أبجديته ..
ولأن السبب الأهم هو أن الشبكة العنكبوتية قابلة
للتهكير والأختراق في أي لحظة قابلة
للتدمير والشطب بدون قصد وبقصد والأغلاق التام
كما حصل معي في معظم المواقع الآلكترونية بعضها
أخترق وبعضها أغلق وبعضها تحول إلى مواقع تجارية للبيع والشراء .. وضاعت الكتابات
هباء.. ومايثبت حق الشاعر والأديب والكاتب هو النشر والتوثيق في الكتب الورقية ..
فالإصدارات اللألكترونية والرقمية
غير مضمونة بتاتا فقد تتعرض للقرصنة في أي لحظة
ونشرها بأسماء وهمية وكتاب أخرين .. وللأسف ما لاحظته في بعض المواقع والمنتديات
عدم المصداقية في التوثيق والرقابة على ما ينشره الكتاب
والأدباء لآنهم يوثقون لمن هب ودب بدون التأكد من
مصداقية الناشر .
_____________
( 15 )
هل من يتابعونك راضيين عن كتاباتك أم هناك من يسفه
ويقلل من شأن قلمك وإن حصل نقد لاذع فكيف تتصرفين
؟!
بات عندي ثقة تامة أنك لن ترضي جميع الأذواق مهما فعلت
واجتهدت لأنه يبقى "إرضاء الناس غاية لا تدرك"، وتأكد أنك لن تستطيع
أقناع الجميع بما تكتب وتنثر من حروف هنا وهناك فالذائقة مختلفة ومتنوعة وتنوع
الثقافات والمطالعات من قبل من يتابعك ،والأمزجة ليست واحدة ..
ولكن يكفيني أن تكون
الغالبية العظمى راضية ومقدرة جهدي وأجتهادي في إرضائهم وإيصال أفكاري لعقولهم
وقلوبهم وأرواحهم .
وكن على
ثقة تامة أن لعبنا بالنار ولهبها يحرق أقلامنا وقلوبنا من الأعماق ولا تتعجبي وتستغربي أبدا لو ظهرت لك مجموعة أو
فئة من القراء والمتابعين عنيفة فظة قاسية متسلطة في أسلوبها وتعاملها وسليطة
اللسان ، تحاول مع كل بزوغ للفجر أن تلوي
رقاب وأعناق كلماتك وحروفك وتبعثر جملك وعباراتك في جميع الصفحات والأرجاء ، وربما
يحقر ويسفه من معانيك ويحقر من أفكارك ويجعلها سطحية وهامشية لا قيمة لها،ولا
معنى.فربما كانت خلفيته وثقافته لا تنسجم مع خلفيتك وثقافتك في هذه الفترة، فتجد
العنف والتسلط من قبله فالنحاول دائما عدم الرد بعنف على هؤلاء ونتعامل معهم بلطف
ولين ربما كسبتهم إلى صفك وجانبك ذات يوم وأصبحت نظرته منك لها معاني مختلفة بعد
عدة قراءات لك على مهل وتروي .ربما أصبح من أعز قراءك ومتابعيك وعشاقك ذات مساء ..وربما من أوفى أصدقاءك..!!
__________________
( 16 )
حدثينا
عن أهم أصداراتك الأدبية ؟!
الحقيقة لدي الكثير من المجموعات الشعرة والنثرية والخواطر
والمقالات الأدبية الأجتماعية وغيرها التي أعمل على ترتيبها وتنقيحها لنشرها
وإظهارها للنور قريبا إن شاء الله ..
وأول إصداراتي كان حقيقة ليس في مجال الشعر والأدب وأنما لعشقي
وأهتمامي بالمرأة وأمورها وقضاياها أصدرت كتاب عن التجميل بالأعشاب عن دارعالم
الثقافة في الأردن لعام2008/2009
وفي عام 2012أصدرت أولى
بواكيري الأدبية
كتاب نصوص تحت عنوان همسات الجمر /عن دار فضاءات للنشر والتوزيع
/ الأردن
يقع الكتاب في 274صفحة
من القطع والحجم المتوسط ..
وفي عام
2018 أصدرت ديوان فصحى تحت عنوان/ لهفة الإشتياق / عن دار ببلومانيا للنشر
والتوزيع / مصر
وفي العام
2019 أصدرت مجموعتي الشعرية النثرية تحت عنوان تراتيل القمر / عن دارديوان العرب
للنشر والتوزيع / مصر.
وفي العام
2019أصدرت ديوان وطني/ قناديل الوطن / عن دار العرب للنشر والتوزيع /مصر
وتحت
الترتيب والتنقيح مجموعة من الدواوين الشعرية الوطنية والنثرية والإجتماعية
والفلسفات الروحية وإن شاء الله تظهر للنور قريبا بعد العثور على دار نشر.
تحت
العناوين التالية :
تغريد
السنابل.. ديوان وطني
سوسنيات
وفلسفات / نثر وخواطر
السلام
الروحي رسائل نثرية / أدب اجتماعي
وأخيرا
حروف الوطن / ديوان شعر وطني
اتمنى أن
تظهر للنور في القريب العاجل .
____________
( 17 )
ما هي المدرسة الشعرية التي تأثرت بها عاشقة
الوطن؟
الصراحة
كل شاعر أو كاتب في بداية حياته الأدبية يكتب وينثر ويبعثر ما يجول في خاطره وفكره
دون أن يخطط يوما أن يكون شاعرا مشهورا فلا بد أن يتأثر بكاتب معين أو مدرسة شعرية
معينه
فتأثرت بشعراء معاصرين كثر أمثال فدوى طوقان
وسميح القاسم والبياتي ومحمد مهدي
الجواهري وبدر شاكر السياب ،ولكن كانت تأخذني في خلوتي وفراغي خيالاتي إلى
شاعرالأبداع والمرأة المميز بلا منازع نزار قباني ،فهو شاعربمعنى الكلمة مليء
بالأحساس المرهف والمشاعر الساخنة فجعل من المرأة كوكبا جميلا تسبح في فضائه
وعالمه الواسع بلا نهاية ولا حدود ولا سقف
.. لدرجة أن معظم من قرأ ديواني الأول قال أنني نزارية الهوى والأبجدية.
ولكن
عندما أصطدم بواقعنا الأليم المحزن وتسقط عصي معاناتي ومعاناة أمتنا وأهلنا في الوطن
يزور على الفور فكري وخاطري الشاعر الكبير محمود درويش شاعر المقاومة شاعر قضيتنا
الفلسطينية التي ظهرت ملامحها الأليمة والحزينة على وجوه أطفالنا الرضع ونقشت في
أرواح الجميع حتى على أشجار التين والزيتون ، فيمرعلي بسفينته المبحرة بين الأمواج
لمتلاطمة فكان بشعره وحروفه لسان وشفاه أمتنا المصلوبه تحت أضواء القمر في ليله
يتيمة .. وفي نهاية
المطاف لا يسعني إلا أن أقول أنني أنتمي لمدرسة المهجر تلك الرابطة القلمية مدرسة البعث الأحياء والتجديد.فكل يوم تكتب
لقضية هامة وليس هناك أهم من قضيتنا الفلسطينية لنكتب ونسلط الضوء عليها أكثر وأكثر..
_______________
( 18)
يقال أن الواقع المر والمعاناة
اليومية والضغوط الحياتية هي من تفرض على الشاعر الكتابة فماتأثير ذلك على مسيرتك
الأدبية وكتاباتك الشعرية ..؟!
صحيح
وفعلا الواقع بأحزانه ومعاناته من يفرض علينا أن نكتب فعلينا جميعا أصحاب الأقلام
الحرة تقع المسؤولية فوجب على كل من يحمل قلما حرا شريفا أن يحمل في محبرته وبين
جسدهذا القلم قضية أمة ومعاناة يومية، لآن معناتنا اليومية ومعناة
أهلنا جزء من هذه القضية ، ولا ننسى أن تاريخ أمتنا ما زال حافل بالهزائم والآنكسارات والهموم
والأحزان التي كسرت ظهر الصغير قبل الكبير ، والتي باتت واضحة على ملامح أطفالنا
وأشجارنا ..ونحن ككتاب وأدباء فلسطينيون فقدنا أحلامنا وتكسرت على ضفاف
وشواطىء باتت بعيدة المنال لدرجة أننا
فقدنا أحلامنا والوطن في آن واحد ، فأصبحنا نبكي ونندب الوطن وأقصانا في أشعارنا ..
_______________
( 19)
هل
تتقبلين النقد لبعض أعمالك؟! ومارأيك بنقاد العصر
؟
نعم أتقبل
النقد بكل تأكيد إذا كان الناقد متمتعا
بالمقومات والشروط التي تؤهله للنقد ليكون النقد في محلة ايجابيا أو سلبيا وليس تجنيا على الشاعر أو
النص ، وأحزن جدا حينما يأتيني نقدا يكسر
أجنحة قلمي دون وجه حق لآن الناقد غير مؤهل وجاهل في قواعد النقد وأصوله مع
احترامي لجميع النقاد ، فصراحة هنا أشعر
بأن الناقد يريد إظهار نفسه وتمييزه على الأخرين أو الإساءة للشاعر أمام الجميع
على الملاء.. وأحزن كثيرا حينما أكتشف أن بعض النقاد كغيرهم يشكلون شللية وعصابات
يحاولون مدح بعض الكتاب والأدباء وكتابا لا يستحقون ويذمون كتابا يستحقون المدح
والتهليل .. كن منصفا عادلا ..
فالمطلوب كن ناقدا على قدر المسؤولية لتفيد وتخدم النص والشاعر
والثقافة على حد سواء. مع أحترامي وتقديري للنقاد الحقيقين اللذين يحترمون أنفسهم
وكلمتهم وأقلامهم ..ولا يخلطون بين العواطف والمجاملات على حساب النص والمحسوبيات
والصداقات لرفع فلان وإسقاط فلان..
فشكروتقدير لكل ناقد ينقد بحق وصدق ويطلع المنقود على مواطن
ضعفه والخطأ في عمله أو قصيدته بطريقة
أدبية ودون تجريح لمشاعره دون أيقاعه في بئر اليأس وقاع الإحباط ، كلنا بحاجة إلى الإحتواء ويلزمنا الأرتكاز
على قواعد صحيحة وسليمة منبثقة من العقل والقلب والمنطق الآنساني والضمير الحي
اليقظ ، وما يزيد الطين بلة أن الحقيقة
والحق يقال أننا في أزمة نقاد وليس أزمة شعراء وكتاب لآنه بات ولا أكثر منهم على
الساحة الأدبية والثقافية ..
وهناك حقيقة أخرى أكتشفتها في بعض النقاد أنه أذا اختلف معك في لون الشعر وتذوقه لألوان
الشعر الأخرى يتعصب للشعر التقليدي وربما يعتبر الشعر الحديث أو الكلاسيكي مجرد
فقاعات صابون متطايرة في الهواء ، كالهذيان والجنون وليس شعرا ، فالشعر الحقيقي
والصحيح بأعتقادي هو من يحتوي على جميع العناصر البديعة والجماليات والأبداع من لغة سليمة وصور شعرية مستوفية
ومنمقة وبلاغة جميلة تشد القارىء وتخدم الهدف سواء كانت أجتماعية أو سياسية وطنية
أو وجدانية ، إنسانية تصل لعين وأذن المتلقي بكل سهولة ويسر ويكون لها وقع كبير في
نفسه راعاهم الله وحفظهم لنا جميعا .
____________
( 20)
ما رأيك في
الصحافة العربية والأعلام العربي؟
برأي وبصراحة ما زالت الصحافة العربية مختبئة
بشرنقة الحكومات وترتدي أثوابها البالية ، ولم تخرج لتصبح حرة طليقة كالفراش تتنقل
وتتنفس بنقاء وسهولة ،ما زالت غير مؤهلة لنقل الخبر بكل نزاهة فهي مقيدة بأصفاد
حتى الأعناق وأحيانا تثير أستفزاز دول أخرى، فهي سلاح ذو حدين، والأعلام العربي
مازال هشا خداجا بإستثناء بعض القنوات العربية التي تنتقد بعض الدول دون أخرى يقال عنها شجاعة في
بعض منابرها . ولكن الموضوعية والمهنية مفقودة في العالم العربي للأسف الشديد ولا
أعلم متى سنصبح إعلاما حقيقيا ينقل الخبر دون أن يقنعه بأقنعة ودون محاباه
ونفاق .
_______________
( 21)
ماذا تعني لك الكتابة
ولماذا تكتبين؟! ولمن تتوجهين بكتاباتك؟!
الكتابة
تحررك من القيود التي تخنقك فتشعرك بالسلام والآمان الداخلي
لتواجه الكثير من
الأفكار المتراكمة في عقلك ..
تسمح لك
بسكب ما بنفسك دون أن تؤنبها على فعل أي شيء فتسمع
وتشاهد ولا تعاقبها
..
وبالتالي
نكتب لنلملم شمل غيرنا لآنهم حتما سيجدون أنفسهم بين
سطورنا فهناك الكثير
منا لا يجيد التعبير عن نفسه ومكنوناته ..
فيفرح
ويشعر بالسعادة لمجرد أنه وجد نفسه الضائعة والمبعثرة
بين سطور الأخرين ..
نكتب
لنفك التشابكات الروحية والنفسية المعقدة التي تجعلنا نسيرونحن
نكلم أنفسنا . نرسم
الحروف كنقش الحناء ونخرج ما بالعقل والفكر
والخيال
لنكون أصدق مع أنفسنا وأرواحنا ..
فنرتب أفكارنا بشكل
يليق بنا وبمن حولنا لنرتقي بأنفسنا وبهم سويا ..
الكثير منا يأخذه
الضجيج الذي ملأ روحه لطرق بعيدة عن أهدافه ومساره الحقيقي في
الحياة فحينما يكتب ينفس عن تلك الروح ويزيل الضجيج الذي أرقه وأزعجه
وبالتالي تنقشع غيوم التشويش والضباب عن عين قلبه وفكره ويبصر دربة بشكل أوضح ..
والشق الأخير من سؤالك لمن تتوجهين بكتاباتك ؟؟
أكتب لكل انسان يائس محبط ،لكل أنسان حزين متألم
لكل أنسان مضطهد من الأخرين .. لكل أسرانا
وشهداءنا
أكتب لكل المحبين والعاشقين للشمس والقمر والنجوم
لكل
العاشقين للحرية والتسامح والآنسانية ..
أغازل الزهور وأشجار الزيتون وأناجي الوطن الحبيب والأقصى
وزهرة المدائن من خلف جبال وبحور وفواصل ومسافات ..
أكتب لكل شيء جميل حولي.. ليشاركني الآخرون الرأي
والمشاعر والأفكار وكل ما هو جميل ..
أكتب
لآرضاء روحي ونفسي أولا واخيرا.
________________
( 22)
قالوا قديما أنه أذا أصابتك رعشة ودغدغة فأعلم
أنك تقرأ نصا جيدا وهذا كثيرا ما لمسناه في نصوصك العاطفية أو الحزينة جدا ؟!!
أوافقكم الرأي أن
الرعشة والدغدغة أحيانا تصيبنا من شدة أعجابنا بما نقرأ وتعاطفنا مع النص وأعتبر
ما يحصل كنبضة قلب عاشق وكفة الميزان أن رجحت أعتبر النص ناجح ولكن البعض يعتبر
هذا ليس مقياسا عادلا لنرجح كفة النص. وأنه مقياس بدائي لا يتفق مع الموازين
العلمية لنجاح النص وقراءته إلا بعد
العودة للمحللين الكبار وذوي الخبرة في ذلك الأمر.
_____________
( 23 )
بعد أن أصبحت
القصيدة كذاكرة في أجسادنا وأصبحت مفرداتها وحروفها مغرقة في فرديتها.
هل بقي للشعر نفس
الضرورة التي كان يتم الحديث عنها في السابق؟
حسب
فهمي لسؤالك أقول لحسن حظنا أنه أصبح للشعر وحروفنا مهمة أخرى عدا المدح والهجاء
والرثاءا كما السابق والغزل والرومانسية ولو أحتفظ بالحب ولوعاته وألامه
وأنتظاراته على مشارف كل مكان وزمان
لأسميناه اليوم بالفرديه والذاتية الخاصة ، ولكن
حسب رأيي أن أهمية الشعر تزداد الضرورة له رغم أختلاف شكله ولكن مضمونه كما هو فهو
في أزدياد مع الحروب والويلات ومصاعب حياتنا وأيامنا .
ربما الكثيرون لا يعيرونه أدنى أهمية تذكر
ولكني أعتقد أن الفلاح البسيط في حقله والعامل في
مصنعه والتاجر في متجره
لو قرأ شعرا لتحولت حياته وجميع أيامه إلى جنة
خضراء من المشاعر والأحاسيس النابضة ، نحن نريد من الشعر أن لا يخدر حواسنا
ومشاعرنا ولكن نريد منه أن يوقظنا ويحركنا من الأعماق مع جميع ما يحصل من حولنا
وينضج ويعمق فهمنا للحياة بشكل أفضل وليس فقط نتوهج عشقا ونهيم بكل ما هو جميل فقط
ونترك العالم من حولنا يشيط ويحترق غضبا وحزنا والما ....
فنحن جزء من هذا المجتمع وهذا العالم
__________
( 24 )
ماذا يعني لك القلم ؟ وهل ممكن نعتبره صديقا
وفيا؟ وهل تكفي الموهبة لنكون كتابا
مميزين ؟؟
لشدة عظمة القلم وما ينتج عنه لما أقسم الله
به سبحانه وتعال حين قال:
(ن والقلم وما يسطرون ).
القلم من أعظم الأدوات التي أثرت فينا وفي البشرية وما زال تأثيرها قائم فبه نحفظ فكرنا الآنساني رغم تنوعه وتناقضه من الضياع والآندثار وهوالناقل الحقيقي لآفكارنا
وسكبها على الأوراق البيضاء أنه الوسيط الصادق الآمين بين عقولنا وأوراقنا الصماء ..
ولا تنسي أن القلم يكشف عن مدى أخلاقنا وإنسانيتنا .
فقلمي سيبقى جزء من نفسي وعمقي.. إنه دموع قلبي وروحي وأنين
وحدتي..حزني وآهات ليلي ،وآنات جراحي النازفة في غربتي..
تنهيدة وجداني وكياني
.. قرقعة وجلجلة ضحكتي وقت سعادتي ..
وشوشات حبي وعشق ليلي ..رماد ألمي وهمي وقت
غيماتي الحزينه
نعم
هو لي الصديق الصدوق الذي لا يخدع ولا يغش ولا
يفجع
أكتب به أفراحي وأتراحي وأحزاني المتكررة فأجده يبكي معي على واقعي وحياتي . أكما يشاركني
جميع أنفاسي في صباحاتي ومساءاتي وفنجان قهوتي الممزوجة بقهري ..
وموهبتنا لوحدها لا تكفي يجب أن
نزرع حروف أضافية وأبجديه جديدة متطورة وثقافة واسعة بمعنى طور أعماق قلبك وأدواتك
وأجعل محبرتك دوما ألوانها زاهية كعالمك المحيط بك ..
فيجب أن نسير بخطوات
سريعة كالعالم من حولنا .
_________
( 25 )
للقراءة في حياتنا وحياة
الشعوب دور كبير ما رأيك في هذا الكلام؟!
بالتأكيد للقراءة دور كبيرفي بناء ثقافتنا وثقافة الشعوب والبناء التأسيسي
لقواعد متينة
لحضارتنا وإدارة المجتمع والتخطيط لكل صغيرة وكبيرة
من خلال
القراءة المتواصله في شتى أنواع الثقافات والعلوم والمعرفة
تحصل على
ملعومات كثيرة وقيمة ويصبح لديك مخزون ثقافي وفير..
ولا يمكن
فصل القراءة عن الكتابة أنهما توأمان لا ينفصلان
كل منهم يكمل الأخر
كالرجل والمرأة في المجتمع كل منهم
يكمل الآخر ولكل
منهم مهامه التي تكمل مهام النصف الآخر
فلا تهمل القراءة كي
لا تسحب من تحت أقدامك بساط الكتابة
والإبداع
والتحليق.. ولا تغلق خزائنك المكنونة بيدك وترمي بالمفتاح
في عمق البحر ،بل
تجول في حدائق الثقافة والعلم والمعرفة
لتقطف من كل بستان
زهرة فهذا يزيد من حصيلتك الفكرية ويثريها
وأبدأ على الفور قبل
أن تخبو من قلبك وعقلك طيف وشغف الكتابة
أسكب ما
يجول في خاطرك وفكرك من خلال الكتابة على الورق
أنه يبقى
فعل حضاري غير مجرد من المشاعر الأنسانية
نقوم به كلما دعتنا
الحاجة لذلك فنحن بشر ولدينا نظرة وهدف
كما أنها
فعل فكري إبداعي تمارس من قبل الموهوبين من الله
والذين
وهبهم معها الصبروالثبات والمثابرة من أجل أهداف ومبادىء
تؤمن بها وتسيطرعلى
عقلك وفكرك فالكتابة تجعلك متحررا فكريا
تفكر
بجدية بعيدا عن تقاليد وعادات مجتمعك التي لا ترضى عنها
أو تقتنع بها
. فالقراءة والكتابة تفتح لك أفاقا واسعة وتحررك من القيود
وتفتح
أمامك كل الأبواب الموصدة بأمر الله ..
فأقرأ
وأكتب لتتنفس جيدا وتضع قدمك على أولى درجات سلم الآنسانية ..
____________
( 26 )
هل هناك
صداقة حقيقية ؟! وهل تدوم الصداقة مهما طال الغياب؟!
الصداقات النبيلة
صعب العثورعليها في هذا الزمن الغالب عليه الآنانية وحب الذات والتملق والنفاق
والأستغلال بين الصداقات ربما كان هناك زمن يطلقون عليه بإسم الزمن الجميل ألوانه
بألوان الطيف الراقية الرائعة تعاملات أهله بالأخلاق الطيبة والنقاء والشفافية
..فما عليك سوى التامل بهدوء لتوقظ ذكرياتك الهاجعة في أعماق عقلك وذاكرتك لمحلامح
وتفاصيل أجمل الآصدقاء في الزمن الجميل لتعرف مدى صدق أصدقاؤك في ذاك الزمن الذي
لا يتكرر،رحم الله من مات منهم وأسعد الله من بقي في ذاكرتنا وفي حياتنا والتقينا
بهم بعد خمس وعشرون عاما من البعد فالكثير من الآصدقاء تبصرهم بروحك الشفافة
ومشاعرك النبيلة ثم تتوطد العلاقات على الواقع فترى كم أنت محظوظ بصداقتهم لآنها
لم تكن سوى صداقة منزهة عن كل ما يشوب النفس البشرية من فساد وشهوات. الصداقة الحقيقية
القوية تجذب روحك كمغناطيس يجذب ويقرب إليك كل ما هو بعيد عن متناول يدك ..شرط أن
تكون الصداقة بعيدة عن الآنانية والآستغلال لآن الآنانية تعمل تنافر بين النفوس .
فكن دائما قلبا يعرف كيف يؤثر في الآخرين إيجابيا بعيدا عن السلبية لتجذب الأشخاص
والآصدقاء المخلصين لروحك وقلبك ولا تنسى أن تبدأ بأسرتك "فالأقربون أولى
بالمعروف" . فالصداقات المخلصة لا تلزمك سوى بالصدق والوفاء والثقة ..
___________
( 27 )
ماذا يعني لك الإبداع ؟! وكلمة اعتذار لمن توجهينها؟!
كلمة آخيرة نختم بها مع بعض قصائدك
وأشعارك:
الإبداع :
دائما ينبوعه النفس الصادقة الشفافة
التي لا تغل ولا تحقد ومتسامحة ولطيفة مع الجميع .. ولا ننسى أنه على قدر إهتمامك
بنفسك لتكون راقيا في تعاملاتك يكون الصفاء فترسل رسائلك الإنسانية لجميع القلوب
وهي تشع بالجمال والإبداع ولا ننسى أن جميع الفنون بالإضافة إلى أشعارنا رسائل إنسانية سهلة الوصول
والتواصل ..
كلمة إعتذار :
أعتذر أولا لنفسي لآني أحملها فوق
طاقتها من الجهد والضنك والمشقة والسهر ..فلنفسك وجسدك عليك حق بالراحة والأهتمام
.
ثم أوجه إعتذاري من القلوب التي خيبت
أملها وظنها ولكل من جرحت روحه وأعماقه بقصد أو دون قصد ..فكلمة أسف أو أعتذر لا
تكلفنا شيء وأنما تجمع شمل القلوب على المحبة من جديد ..وتداوي القلوب قليلا .
القصيدة الأولى
قصيدة بعنوان رف الغياب
__________
رف الغياب
لا
تتركني مركونة
على رف
الغياب مهملة
يغطيني غبار الماضي
والحنين إليه
ككتاب تصفحناه يوما
وتركناه خلفنا
يقص
لمن عشق
المساء
حكاية عشقنا
فلا
تنسى أنك كنت لي يوما
كحكاية
وطن عشقته
وعشت من أجله
وأصبحت
الآن خارج أسواره
لا
يعرفني ولا تعرفني طيوره
ولكنه
يحيا بعمق وجداني
كما
أنت الآن تعيش
خارج
حصون مشاعري
ولكن
شموع أملنا
لم تنطفىء يوما
ليتك
لم تستيقظ
من غفوتك مرة أخرى
ذبلت
ورود الياسمين
وتهدلت
أجفانها
فوق أسوار أحلامي
وفقدت
روح المغامرة
والكتابة
لروحك
وفقدت شهية انتظارك
بين
خمائل اللهفة
وشقوة
الاشتهاء بعد غيابك
لا تخرجني من
بين أسوار قلبك
كان وطني الأكبر
وما
زال رغم غيابك
ورغم
فقد شهيتي
لكل شيء
في
الحياة بعدك .
_____________
القصيدة الثانية
بعنوان( أشاركك وحدتك )
أشاركك وحدتك يا وطني
أعلم أنك قبيل الأصيل
تكون وحيدا
وأنا في المساء أكون
وحيدة
نختلف مع صمتنا
ونتعارك
ولكن لا يوجد من
يعكرعلينا صفو صمتنا
ولا يسكب مادة مخدرة
في فناجين قهوتنا
ليخدر مشاعرنا
فنحتسيها
بنكهة قهرالأقصى
وزهرة المدائن
..
ولا أحد يعلم شدة
مرارها سوانا
..
فوالله يا وطني لو
غبت عنك
ألف عام لن أنساك ولن
تنساني
وستبقى على بالي
ولولم تعد تغنيها
فيروز
أو يحفظها أطفال هذا
القرن الملعون
فمهما بقيت في غربتي
المرة
سيطلقون علي نازحة
وهكذا معي
يتعاملون
..
ستبقى حسرة كدمعة
تجمدت في مقلتي
وفؤادي الحزين
سأبقى أذكرك يا وطني
بدمع العيون
وأغني لك من نافذة
غرفتي
بعدك على بالي يا وطن
المليون
وأحن لفطيرة جدتي في
الطابون
وستبقى شجرة الزيتون
تظللني بظلها وحنانها
غصب عن بني صهيون
وتنثر على محياي شجرة
الزيزفون
عطرها وعبيرها
الممزوج بذكرياتنا
ورائحة خبز الطابون.
وأنتظرك على مشارف
العيد
ولو بعد حين ..
الشاعرة د. يسرى
الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
_________
وفي الختام أوجه شكري وأمتناني
للأستاذة أشجان الأحمد على اللفتة الكريمة والحوار الشيق والأضاءة الوافية عن
عاشقة الوطن /سوسنة بنت المهجر.
لكم
محبتي وتقديري
الشاعرة/ يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق